وعدت من جديد أسامر الليل
وأعشق الوحدة وليالي الصمت الطويل
ومازلت أبكي رحيل أحبة سكنوا قلبي
وكانوا أقرب مني إلى الروح .. وشاءت الأقدار وافترقنا
مازالت أطيافهم تزورني في مساءاتي
ومازال الحنين يسوقني إليهم ..
فأشعر بمعنى الوحدة ويلتحفني الشوق إليهم
تغيروا لم يعودوا تلك الوجوه التي أعشقها
ولم يعودوا تلك القلوب التي أن احتجتها ضمتني إليها بحنو
تغيروا أحباب قلبي ..أصبحوا أغراب عن دنياي
بعدت المسافات بيننا ... وكثر الوجع في داخلي
رحلوا أحباب قلبي ومن سكنوا خافقي .. رحلوا فجأة
رحلوا ولم يرحموا قلبي ولا مدامعي
مازلت أقلب صورهم التي تعيش في ثنايا الذاكرة
ويوقظ صوت الاشتياق في فضاءات الكون
فأخاطب نفسي المجنونة هل كل اللوحات
التي رسمتها لك متقدمة من اللاوعي والجنون
أكاد أجزم بجنوني منذ رحيلك.....
وفجأة جاء صوتك لينتزعني من جنوني
صوتا يعيش في داخلي وأخاله واقع ولكنه سراب
ماأفقه أنني في حلم ولكن نحن لا نحمل أسماء لأحلامنا ندعها فارغة
وليختر الزمن مايحلو له من أسماء
مازلت أيقن أن مدينة حبك هي من تسكنني
ومطاردا بحبها دون استثناء
فحبك مدينة مختلفة كاختلاف عشقي وهيامي بك
الكل لا يعي جذور حبي لك ومداه....
ولوا علموا لوقفوا جانبا ليعيشوا
معنا لذة الحب ومعناه الجنوني
وليعرفوا أن عشقنا ثنائي مختلف ..
ابتلعنا كما ابتلع مثلث برمودا
كل البواخر التي تعبره خطأ
فأصبحنا نهيم يبعضنا رغم كل الظروف والأحوال
وأيقنت ببعدك معنى الألم ...
وهاأنا أعيش مع البرد القارس جنون الشتاء
ويلتحفني البرد الذي يمزق أشلاء جسمي
فينتابني اشتياق إليك لأعرف
هل مازال قلبك يعشقني .. يشتاق لي
فلتعلم يارجلي أن جنون عشقك قد علقته على جدران غرفتي
وبين أدراجي المخبأة بكتابات سرية لا يدري بها غير الورق
تشهد بحبي لك وهيامي.. وأيقن أن حبك
أصبح جنونا يصيبني كلما ابتعدت عنك.
وأغمضت عيني لبرهة وكنت أتجول
في مدن مختلفة صنعتها من الخيال
مدن جميلة تغلقها ذكرياتي معك...
مليئة بدموعي المشتاقة لاحتضانك
موجوعة حسرة لبعادك..وكلما انتقلت
من مدينة إلى أخرى أجد مدن كثيرة تشبهك
ولكن هل يمكن أن أنساك في مدينتي صور العريقة
..حيث لقائنا المحتوم
مازالت تلك الصور تغزو ذاكرتي فأشعر
أن حبك يأتي مع تلك المزارع الخضراء
مع قطرات الندى التي تتساقط الآن. ..
ومع الأمطار التي تبلل خصلات شعري
فيتناثر مع هبات النسيم العليل..
أيها الحب الخالد في ذاكرتي
حبك مازال يأتي مع قناديل المساء ..
وأصوات العصافير..
ومع قصائد نزار ولوعة وحسرة ليلى العامرية
رغم رحيلك مازلت أشعر أنك
كالمياه المنسابة تغسل قلوب العاشقين..
كرقراقة الحنين.. تحمل مذاق مميز لا يشبهه سواك
ومازال صوتك يترنم في داخلي
كصدى نوافير المياه وقت السحر
مازلت أبكيك في داخلي وأشعر أنني حمقاء
لأنني أضعتك وتركتك ترحل عن مدينتي
ومازال سؤال في داخلي..
هل فعلا افترقنا إلى الأبد ولن تعود
ولكن مايؤلمني أن تزيد مسافات بعدك عني.
فأجلس في شرفتي أناظر سقوط المطر
في هذه الليلة.. وأتخيلك معي تأخذني
بين ذراعيك تدفئني من لسعات البرد القارسة
وهاأنا في نفس المكان أجلس أكتب لك رسائل
كانت تولد من حنيني واشتياقي ولهفتي لك
هاأنا أتخيلك أمام ناظري أقص لك
تفاصيلي اليومية. وأهمس لك أني أحبك
أريد أن أسكن بيتا يشبهك في تعاريج رجولتك وعنفوانك
اشتاق في هذا المساء ومع تساقط قطرات المطر
أن أجلس بجوارك استنشق أنفاسك
كما استنشق رائحة المطر..
ها أنا أعاود الكتابة من جديد بعد هجراني لها..
فهل يمكن لكاتب أن يقاوم الكلمات ويهجرها .. سواي أنا
هاأنا عدت للكتابة من جديد لأطوقك بالحروف ولأستعيدك بها من جديد
وهاأنا أكتب خواطري بلغة مختلفة ..
فمعك أكتشفت العربية من جديد
فمنها تعلمت البكاء والحزن والفرح والحنين.. لغة الاشتياق
وعندما تهجرني الحروف التي أصوغها إليك أشعر بالبرد القارس
وصقيع يلبد الحروف .. قد آن لي الرحيل.
لا أعلم هل ماكتبته أتى متأخرا لأعلمك أنني أهواك..
وأنك مازلت تسكن خافقي وتستوطن فيه..
فأخذ مقولة قرأتها في كتاب " أن الحب لا يكرر نفسه كل مرة،
وأن الرسامين لا يهزمون الشعراء دائما "
ومازلت أقول لك في أخر حديث يجمعني بك
أن هناك قلبا ينزف دون توقف لرحيلك...
ومازلت أشعر أن هناك قلبا انكسر
ونثر شظاياه ومن الصعب ترميمه من جديد
فأرحل مودعة لك لعلك تحظى بسعادة مع أنثى غيري من جديد..
بقلمي :لغة البكاء في ليلة باردة
اليوم : الثلاثاء
التاريخ 4/12/2012م
الساعة9:40 مساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق