سيدي
كيف أنت اليوم بدوني؟
اليوم ساقني الشوق والحنين إلى الاستماع
إلى أغنية أنا بعشقك ، أنت عمري
فتوقف كل نبض في قلبي ، واحتبست أنفاسي
وتلبدت الدموع في مقلتي ، وغابت ذاكرتي
تذكرت تلك الأيام والليالي البعيدة والقريبة لروحي
مازالت تلك الأماكن تشتاق إليك
وعندما أزورها أجد الأغصان ذابلة لم يسقيها عاشقا سواك
وأجد الدروب موحشة لم يخطوها أحد منذ رحيلك
وتبكي ألما اشتياقا إليك ،
أتذكر عندما كنت تسابق الخطى ملهوفا لرؤيتي
وأبعثر تلك الرسائل الممزقة المخبئة بين أدراجي رغم مرور السنين
وأسأل نفسي :
هل غابت تلك التفاصيل الصغيرة من ذاكرتك؟
أما أنا فمازلت تعيش في ذاكرتي ، وتسير بين أوردتي ، وتتغذى من دمي
ومع الأيام أصبح ذابلة أنا وتتوهج هي
مازلت أعيش حالة من الاشتياق إليك
فأجري خلف أوهامي أنك مازلت تحن وتشتاق لي
وإنه لم تسكن قلبك أمرآة أخرى غيري
ولكن أصحو على الواقع المرير أنك ماضي
وأردد في صمت " أنت فين والحب فين ظالمه
ليه دائما معاك دنته لو حبيت يومين كان هواه خلاك ملاك"
وأردد مرة أخرى " كان ياما كان"
فأصنع الفرح وأجاري من حولي في الابتسام
فكل مافيني منهك ، حزين ، موجوع
ألم عندما تشعر أنك تعيش على ذكرى إنسان قد نساك أوتنساك
مع مرور الأيام والسنيين ولم تعد تمر في خياله ولا تعيش في دنياه
أشعر أنني في عالم من الضباب الملبد بالغيوم
وكأنني في نفق مظلم ، كل مافيه متداخل حتى تفاصيلي الصغيرة معك
لم أجدها معي عندما حاولت استرجاعها والعيش بينها.
فأبدو أمام من حولي أمرآة لا تشبهها أمرآة
ولكنهم لا يعون مافي داخلي
أمراة مكسورة في داخلي صرخات موجعة أكتمها عن أعين الحساد
أخبئ عنك شهقات بكائي المحزنة ،
مالا تعرفه أني حزينة اليوم إلى أبعد مدى
أرى أن حزني يهد الجبال من قوته
أرى الآن كل من يقرأ حروفي في هذه اللحظة
يريد أن يمسح دموعي ويواسيني
ويمد كفه لي أوجعهم ألمي ودموعي المنسكبة
أتمنى في هذه اللحظة أن تشعر بألمي ووجعي
فتحضن أبجديات حروفي وتدفيء مشاعري
وتسقط دموعك اشتياقا لي ولحنيني
آه ياأملي ويا ماضي ويا حاضرا يسكن فيني
أعترف لك أنني أحيا بك وأتحول إلى حفنة من نور في حضورك
ولتعلم أن الحياة لا تنبض لي بلا مساماتك في داخلي وتفاصيلي
وأن كل مافيني يرفض يريدك وحدك
حتى أقلامي بدأت تتكسر ولم تتوقف عن الهذيان والكتابة إليك
وحروفي تناثرت لا يستهويها أن تكتب لسواك
لذلك أشعر بأن كل ماحولي ظلام دامس
أريد أن أستعيد ذاتي ، ولكن ذكرياتي تأخذني حيث أنت
فما كان مني إلا أن أحمل حقائبي وأودع كل التفاصيل التي كانت تعيش في ذاكرتي
وأحمل كفني في يدي ، فرحيلي عن عالمك معناه مغامرة
لها عدة احتمالات أما الموت أو الحياة بدونك
وأنا في غمرة الاشتياق
أشم رائحة الكافور والناس من حولي يكفنوني ويلقون السدر على جسدي
وكل من حولي يبكي فاجعة رحيلي ، وصرخات أمي الموجعة لفقدها فلذة كبدها
وفجأة تأتيني ريحة عطرك الفرنسي وعبير أنفاسك الذي ينثر شذاه في
أركان الغرفة التي تفوح فيها رائحة الكافور
فأشعر بروعة الحب وجمال ريحة عطرك
فأصحو على صوتك يناديني
حبيبتي أنهضي من غفوتك أنا مازلت أحبكِ ، أهواكِ ،أعشقكِ
ومازلت الماضي والحاضر الذي ترتجيهِ
فأيقن في قرارة نفسي أن الحب الخالد كان في ذلك الزمان فقط
وهو زماني أنا وزمانك .
اليوم الجمعة
التاريخ : 27/1/2012
الساعة : العاشرة ليلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق