السبت، 4 مايو 2013

من مدائن الذاكرة أتيت " نعم اشتقت إليكِ"

في تالي الليل .. كنت أعيش لحظات حبي الأخيرة.

مع هدوء الليل وسكونه .. وأنا أوادع أطيافك قبل النوم

لم تكن لديّ أحلام أبروزها في ذاكرتي قبل النوم

إلا صورتك التي تعيش في ذاكرتي ، تسكنني ، تبعثرني

اشتياقا ، حنينا، جنونا إلى أحضانك ....


أيها الحبيب..

كم يلزمني من القوة والتمثيل لأوهم من حولي أنك لم

تعد تمثل شيئا في حياتي.. لم تعد أطيافك تغزوني ،

تزورني في مساءاتي، ترافقني في أحلامي السرمدية..

كم يلزمني من التمثيل وأنا أضع كل يوم عبارة وصورة جديدة

في البروفايل لأهديك كلماتها دون أي أشارة توضيحية إنها لك وحدك

فكم أنا في اندهاش وأنا أتخيلك تقرأ ماأبروزه لك من حروف

وتتجاهله كأنه لم يكتب لك، ولا يعنيك مابين السطور


مجنوني

أبعث لك برسالة عنوانها لا يفهمه سوانا

" إذا اشتقت لي ..كلمني"

وأنت في ذاكرتي يخيم بيننا صمت مميت

رغم أنه خيال ولكنه طويلا كلحظة الإعدام ، انتظر قرارك لي بالاشتياق من عدمه

فأغمض عيني خوف مفاجأة تميتني ويكون ردك قاطعا تخيلاتي

" نعم اشتقت إليكِ"


فكم من السعادة منحتها لي في ثلاثة كلمات

أشعرتني أنني مازلت أنثاك الوحيدة

أشعرتني أنك مازلت رغم أيام بعادنا ستظل وفيا لذاكرتنا المشتركة

آه ياحبا سكن الحنايا واستوطن فيها بالخفاء

كم كنت في كل مساء مليئا بانتظارك ، فكم هو فارغ موقع حضورك في مخيلتي

وعند دجى الليل تغزوني أطيافك ، أعانقها باشتياق

أداعبها بغنج الأنثى المتعطشة لرجلها الوحيد

أنظر إلى عيناك ، أشتهي الارتماء بين ذراعيك لاحتياجي لهما


وفجأة أرى عيناك نست الحديث إليّ ، لم أعذ أفهم لغتها وفك رموزها

فأصاب بذهول وأعانقك في مخيلتي قائلة لك:

" هل أصبحنا غرباء لبعضنا، دون أن ندرك هل فعلا افترقنا ولم نعود كما كنا"

تناظرني من بعيد وفي عينيك كثير من الوجع ، وألم سري صامت ، لا يفهمه الحضور

وفجأة وأنا في لحظات الاشتياق والحنين إلى همسك

يرن هاتفي فأنهض متثاقلة محملة بلواعج الاشتياق والاحتياج ليس لديّ الرغبة أن أجيب

فأحمل مابقي مني مثقلة ولا المح إلا اسمك الذي دونته في هاتفي معلنا


(عشقك المجنون)

فأسال نفسي : ماذا تريد الآن لتخرجني من دوامة أفكاري واحاسيس المتناقضة

ولحظات الاشتياق والاحتياج التي تغزوني هذه الليلة

فأجيبه ويسود بيننا صمتا عميقا لأول مرة .. وفجأة أسمع صوتك

" ودادأحبك ، أهواك ، أعشقك"

أتدرين ياوداد الروح أنك عشقي الأبدي وأنثاي الوحيدة التي عشقتها بلا حدود

وفجأة انقطع صوتك ليتوحد بصمتي وحزني

ونظل لساعات بلا كلام وكانت أنفاسك تقتلني ، وأنينك يمزقني، وأهاتك تبكيني

زلزال من الصمت الرهيب غزى حديثنا .. ترجم بعاد الليالي وصمت الأيام

لم أستطع لحظتها أن أبوح لك

أنني يتيمة منذ بعادك، أنني أسكن وادي عميق من بعدك،
لا يزوره بني البشر ، موحش ، مظلم

لم أخبرك أنني أرتدي لباس الحداد منذ رحيلك ،

يسكنني الحزن، لا أحد يستطيع قراءة حروفي وفهم طلاسيم أبجدياتي سواك




أيها المغرور

قتلت وطنا بأكمله بداخلي، تسللت في الخفاء إلى ذاكرتي الموجوعة بفقدك

أشعلت النيران فيها بثقاب مازلت ألمحه بين يديك

فما أقسى قلبك وأنت تحرق شظايا الذاكرة

أردت أن أقطع ذلك الصمت المميت لأقول لك وأنا في ثورة جنون الحنين

"افتقدتك "

ولكن أبت نفسي أن تستميلك للعطف عليّ ، فأغلقت سماعة الهاتف

وحزمت حقائب قلبي ، وعاهدت نفسي أن أوثث مدائن قلبي بالنسيان

فأهمس لك في الخيال وأنت معي في ذاكرتي


سيدي :

" لا تطرق الباب فأبواب قلبي أغلقت

لا تحاول أن تأتي من النوافذ ،

ومن ثقوب الذاكرة ،

ولتعلم أنك غادرت ذاكرتي منذ تجاهلك وتخليك عني

سيدي المغرور لا تطرق أبوابي من جديد،

فقد انهار مافي داخلي من مدن العشق والغرام

وأنا أحاول أن أهرب منك بلملمة أشيائي المبعثرة بعدك

فلم يعد لك متسع في الذاكرة أو خلف الأبواب المغلقة

رجاء لا تطرق الباب كل هذا الطرق الموجع المؤلم ،

فصدى صوتك مازال موجعا مخيفا عندما يناديني


فأهرب منك أتلحف ذلك الألم ،

أحاول أن أنسى ذلك الدمار الذي خلفته في ذاكرتي منذ رحيلك

فكم أتعبني الانتظار ، أخاف أن يصحو حبك من رماده مرة أخرى



سيدي دعوة مني لك:

أن تفتح قلبك وتقرأني من جديد بين نبضاتك

أعد إلى ذاكرتك وتذكر لحظات لقائك بي واحتياجك

أرسم في ذاكرتك مدائن عشقنا

علق على جدرانها صوري، خواطري،

جنوني، وبقايا من هدايايّ المبعثرة

التي أهديتها لك لتذكرني بها بعد فراقنا


قف لحظة وتمعن فيها لتكتشف مع الأيام أن علاقتنا دائما ضحية

سوء فهم، غرور، كبرياء ، فافترقنا في منتصف الطريق كالعادة بلا وداع

ولم يتبقى في الذاكرة إلا صور رسمناها في ليالي الشوق والاحتياج

وستظل صورتك أجمل الصورة التي رسمتها في القلب والخيال.

هلوسة قلم

اليوم : السبت 4/5/2013م

الساعة : 11 صباحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق