منذ بعادك توقف العالم من حوليوكان لهجرانك مذاق الفجيعة الكبرى في داخلي
وبعادك حولني إلى أسطورة أثرية بلا عنوان
ولم أعد أرى الأشياء وصورها
مازال ملح حبك يفتت أجزائي
كل ثانية وكل دقيقة
عندما يمر طيفك في مخيلتي


حبك سيدي حولني إلى مدينة عريقة
مازال السياح يزوروها
ليروا معالم الحزن التي يسكنها

وتلك الأطراف المتآكلة من الاشتياق والحنين
مازلت ألعب بعلبة ألواني
أحاول أن أرسم ملامحك

ولكن فجأة اكتشفت أضحوكة
أنك تسكن في داخلي
وصورك محفورة في ذاكرة تلك
المدينة الأثرية وفي زوايا غرفتي

فأكتشف أنني أرسم بشفتي خواطر عشقك
وأرسم بأصابعي كل ما لاتصله الفرشاة


مازلت أشعر أن الليل هزمني
وكلما خلوت بنفسي خلوت بك
أنام وأصحو على همسك وبعثرات جنونك واشتياقك
مازالت تلك الأماني تراودني في الخيال
وأيقن في قرارة نفسي أنت لي الليلة لوحدي
فمن سيتجرأ ليأخذ طيفك مني
من سيسرق عطرك الفرنسي من حواسي

ومن سيشم رائحة عودك الكمبودي سواي
لحظة جنون تنتابني وأنا أهذي بصوتك
الذي يقودني للإدمان والهذيان
ذلك الصوت الذي يبعثرني ويدثرني
بلحاف حروفه وكلامه المعسول
الذي يحيي مافي داخلي من أحاسيس أنثوية


فأرى قنديل من الأشواق
يضيء المكان عند دجى الليل

فأشعر وأنا بين يديك أنني امرأة أسطورة من الزمن الغابر
وأن قصة عشقنا تفوق مانكنه لبعضنا

أنت أيها السيد:

أتحبني
سؤال جنوني ولكن يربكني عندما يمر
في بالي بعد مضي فترة من بعادك
يجتاحني الحنين في ليالي
كنت في حاجة لتوقظ من جديد
تلك المدينة الساكنة في داخلي
المتلهفة إلى عاشق يوقظ اشتياقها
بكلمة اشتقت لكِ محبوبتي


ماأشد تلك الأحاسيس المتضاربة
التي عشتها وأنت بعيد عن محياي
والتي تراكمت في داخلي بثورة من الغضب والثوران
لذلك كان لأبد من تهدئة مافي داخلي
بكتابة هذه الأسطورة الخرافية
فأيقن أن ذاكرتي لا يوجد فيها سواك
وأن ألوان حياتي لا تزهو إلا بك
فأصاب بنزيف داخلي يصعب إيقافه
من اشتياقي ولهفتي لك
مازلت أترقب رسالة منك
تحيي مابداخلي من اشتياق
وتمنحني تلك القوة الخارقة التي
كانت ترافقني قبل غيابك


مازلت انتظر فصول السنة أن تنتهي
بسرعة وأن يأتي الشتاء
بكل مافيه من رعود وبروق وأعاصير
انتظر رجوعك مع بدايات الشتاء ونهاية جنوني
سوف تعود لي يادفيء الشتوي ويا الليالي الثلجية
ذراعيك معطفي من لسعات البرد القارس


كنت الإحطاب التي أحرقتني
وكنت الليل الذي يتلحفني
مازلت أترقب قدومك لأسألك
من أنا ومن أكون لك
وما نهاية بعادك وعنادك وهجرانك
ومتى سوف تعود إلى موطن عشقك وغرامك
تساؤلات من مخيلتي لم أجد لها جوابا شافيا
وأملي أن تعود وأرتمي بين أنفاسك وأحضانك
ومازلت كلما دنى الليل أرسمك بآهاتي، بأنفاسي
ونين قلبي ودمعاتي المنهمرة تبكي هجرانك


أرسمك بكل ثوراتي جنوني
أراك في الذاكرة وفي شخبطات
دفاتري وأدراج كتبي وأقلامي
أرسمك لكي لا أجن وأنا أنتظرك وأنت لن تعود
وسوف أظل أرسمك إلى أن أجدك أمامي
تحضنني باشتياق بعد ليالي البعاد

اليوم الأحد

29/4/2012م

الساعة : العاشرة والنصف مساء