الجمعة، 3 فبراير 2012

احتياج في ليلة قارسة







عندما يرخي الليل ستاره
أشعر باحتياجي لك تسامرني في وحدتي
لتروي ظمأ اشتياقي إليك كل ليلة
وانظر إلى تلك المنضدة القابعة في ذلك الركن الهادي
يمر عليّ شريط ذكرياتي معك فأعود إلى الخلف قليلا
هناك كانت تتلاقى عيني ّ بعيناك في لحظة صمت رهيب
يعانق المكان إلا من لحظة اشتياق واحتياج
كان يزلزلني ويطفيء لهيب الاشتياق



هناك في ذلك الركن الهادي شموع مضيئة
وورود حمراء مبعثرة قد غطت المكان
ورائحة عبير الزيزفون عانقت
موطن لقائنا فتنتشي فرحا بذلك اللقاء
وفي تلك المنضدة كتب حرفان مازالا منقوشان
بحبر دمك أنهما حرفي وحرفك المتوهجان عشقا






وهناك كرسي ملقى لوحده هذه الليلة ينتظر وصولك
المرتقب الذي أحلم بهِ كل ليلة
وأنا مسترخية على الكرسي المقابل






أراقب عقارب الساعة منتظرة قدومك
مازالت الأماني والأحلام تسبقني إلى ذلك المكان
مازالت رائحة عطرك الفرنسي قابعة هناك أشم عبيرها
فأبكي احتياجي واشتياقي لك لاحتضاني لبرهة






مازالت تلك الدموع في مقلتيّ تسألني هل سيعود يوما
مازالت الحروف تسألني إلى متى سوف تكتبين شوقك
وهل سيسمع أنينك ولوعة اشتياقك
مازال المكان يسألني هل سيأتي ذلك الحلم والطيف البعيد
الذي يراودك في ليالي الشتاء القارسة






ومازال ذلك البرد القارس يؤلمني
ويمزقني من الداخل رويدا رويدا
بالله عليك من سيدفئ قلب تلك
الطفلة اليتيمة العاشقة الملهمة سواك






ومن سيحضن راحتيّ يداي يدفئهما
من لسعة البرد سوى يداك
فتأخذني ذكرياتي إليك عندما أشعر
بالبرد فتضمني بلهفة بين ذراعيك






وبقلبك كنت تدفئيني وبهمسك أنسى لسعات البرد القارسة
فأشعر بالدفء يسري بين أوردتي
وأشعر بحبك يميتني ويحيني
فأجن اشتياقا لك وأدعو إلهي أن يجمعني بك
أناعاشقة تقية لا أستطع البوح بما في قلبي
إلا لوسادتي الخالية وللنجوم التي تسامرني في وحدتي
ولقارورة عطرك الفارغة التي أشمها حين اشتياقي لك
ولصوتك الخافت الذي يتهادى
إلى مسمعي فيزداد احتياجي لك وحنيني






ولهمس الليل وسكونه الذي يبعثرني لاحتياجي لك
آه مأصعب ليالي الشتاء عندما تبحث
عن حلم ودفء ترتجيه وطال انتظارك له
آه ماأصعب ذلك المكان عندما أبحث عن طيفك
بين الزوايا فأراه سراب يسكن فيني




آه ماأشقى حياتي وأتعسها وما أشد ألألم وأنت بعيد
عني ولا أرتوي منك ويزداد شوقي لك وحنيني
فأبلل وسادتي الخالية دموعا حارقة تحكي عن هيامي بك
وتروي قصة اشتياق في تالي الليل فتدمي القلب وتبكيني
فأصحو من غفوتي فما رويته هنا هو حلم راودني أ مس
في ليلة شتاء قارسة ومازال
إلى اليوم ساكن فيني يتعبني ويشقيني


الاحد



27/11/2011م



الساعة: الثانية صباحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق