اليوم بدأت أقلب دفاتري أريد أن أخط في كل صفحة رسالة إليك
ياأسري وياسر سعادتي ويا موطن اشتياقي وهيامي
هنا في هذه الصفحات سوف أخط عبارات عديدة فمنها لوعة واشتياق
ومنها عتاب وملام ، ومنها حب أبدي مازال ينبض في خافقي إليك وحدك
رسائلي عديدة متشابهة ومختلفة في مضمونها فدعني أسردها لك لعلها تحظى باهتمامك
الصفحة الأولى ناصعة البياض كتبت فيها:
أنا الشوق هنا جئت إليك متيما
متلهفا أقف على مدينة عشقك مرتله
أحبك، أعشقك، أهيم بك
أنا الروح تحب وجودك في داخلها
رغم بعد المسافات ، ووجع الغياب
إلا أني مازلت تلك الطفلة الهائمة بعشقك
وآه من حبك الذي يزلزلني
ويبعرثني وتثمل حروفي لذكرك
وتبقى صفحتي بيضاء نقية
تزدان جمالا ونورا بحضورك وبقلبك الناصع البياض
الصفحة الثانية صفراء اللون غيرتي تحكيها :
عندما تتهادى لي أطياف الحسناوات من حولك
يقبلن على كتابات هيامك ، ولواعج اشتياقك
وكل منهما تمني النفس بأنها هي من تتغنى بها
فتصيبني حالة من الغيرة والجنون
مجنونة أنا وأيقن أني في غاية الجنون
فمرورك بين أوردتي يحيني ، وحروفك التي تغزلها ترويني
فدعني أعيش لك واجعلني أكتم غيرتي
وأقسم لي بأن ماتكتبه لي وحدي وليس لسواي .
الصفحة الثالثة غلفت باللون الأحمر دقات قلبي ترويها:
سيدي ، أيها العبق الذي ينثر شذاه في داخلي
تمتزج روحي بروحك إلى أبعد مدى
وأعترف لك أني أشتاقك في كل حالاتي الجنونية
أهيم بك ، وتستلذ حروفي تسكن هناك
حيث هطول قطرات الندى فتحيا أرض عشقي
ويخضر كل مافيني وتنتشي أوردتي فرحا
فأيقن أن روحي ممتزجة بروحك أيها الغالي
الصفحة الرابعة سوداء ككحل الليل
وأهات اشتياق دموع عيني ترويها:
اتشح السواد وانغمس في داخله
وأتوق إلى الوحدة في ليالي غيابك
انزوي في ركني البائس أحاول أن أقاوم حبك الذي
تتسلل إلى داخلي واستوطن في جزيئات دمي
أحاول أن انتزعك من داخلي ولكن هيهات
فاانت تجري معي كجريان الدم في أوردتي
فأيقن أن حبك يشبه الموت فليس لي ملجأ
من الهروب من حبك إلا رحيلي تحت الثرى .
الصفحة الخامسة كلون السماء والبحر وآه مما فيها :
عندما عرفتك وعشقتك أيقنت أن حياتي
تلونت بألوان الفصول الأربعة
ابتهجت أبجديات حروفي ، وتراقصت اشتياقا
وأضاء الكون بسماء حبك من ألوان الطيف الرائعة
فاحيا في داخلي حنينا واحتياجا إليك
كنت التقيك في داخلي وأمررك بين خفوقي
واستلذ بك في تالي الليل أناجي طيفك
فأتمنى أن ذلك اللون السماوي الصافي لا ينجلي من سمانا
لأنه يشبهك في هدوءك ، وعمق عيونك،وروعة حضورك
ذلك اللون نقي كروحك النقية ، وضحكتك البريئة
وجنونك اللامحدود وأجدك في داخلي مرسوم بألوان الطيف
فاستوطن في داخلك بلا عودة.
أغلقت صفحات دفاتري ووضعت محبرتي جانبا فقد نفذ مدادها
فلك الحرية أن تقرأ صفحاتي أو تمزقها فقد عنونتها لك وحدك
في داخلها أنفاسي وأوجاعي وأحاسيس اشتياق ياأجمل من سكن فيها .
اليوم الأثنين
19/9/2011م
الساعة :الثامنة ليلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق